مصطلح المعالجة السريرية (العيادية أحيانا) يعني بجميع جوانب المريض الطبية وهو اشبه ببرنامج كمبيوتر يتعلمه الطبيب ويطوره ويسعى الى تطبيقه ضمن إرشادات وتوجيهات مركزية على مستوى الخدمات الطبية في البلد او المكان الذي يعمل به. هذه المعالجة يجب ان تحضي على الأقل بموافقة اقرانه من الأطباء وتسد احتياجات المريض الذي يتم علاجه والسعي الى السيطرة على المرض الذي يعاني منعه وشفائه. لكي يتم علاج المريض لا بد من وجود خطة للفحص السريري والفحوصات الطبية المختلفة والعلاج. لكن تفاصيل أي معالجة السريرية يعتمد في النهاية على الموارد الطبية المتوفرة لتحقيق الأهداف الصحية.
يختلف الصرع عن معظم الاضطرابات الطبية بعدم وجود معايير معينة يستند عليها الطبيب للوصول الى تشخيص المرض وانما تتطلب العملية تتطلب دراسة تاريخ الحالة واستجواب الشهود والفحص السريري بحد ذاته لا يأتي بنتيجة في غالبية الحالات. هذه الحقيقة تدفع الطبيب احيانا الى عمل فحص سريري سريع ويختصر الطريق وبالتالي تضيع الفرصة لتشخيص امراض قد تكون أحد اعراضها هو الصرع واحيانا قد تكون النوبة الصرعية هي الشكوى الأولى والاخيرة للمريض. فحص أجهزة الجسم المختلفة يعتبر امراً لا بد منه، و مهما كانت التحاليل والفحوص الطبية التي يستطيع الطبيب ان يعملها ولكنها جميعا لا تعادل في قيمتها فحص سريري محترف من الدرجة العالية.
يضع الطب نصب عينيه نموذجا في كل حالة صرع والسؤال الذي يحاول الإجابة عليه هو: هل الصرع اولي او ثانوي؟
الصرع الثانوي يعني عموما بان النوبات الصرعية واحدة من اعراض مرض في أحد أجهزة الجسم ويمكن الإجابة عليه من خلال دراسة التاريخ المرضي والفحص السريري. النوبات الصرعية لأول مرة بعد منتصف العقد الثالث من العمر تشير الى صرع ثانوي منها:
يقود التاريخ المرضي والفحص السريري الطبيب للتركيز على مثل هذه الامراض وعمل الفحوص الطبية المناسبة وبأسرع وقت ممكن.
لكل مركز من مراكز الصرع حد أدني من الفحوص الطبية التي يجب عملها هذه الايام لمريض مصاب بالصرع. هناك ثلاثة فحوص طبية في غاية الاهمية:
جميع هذه الفحوص لا تشخص الصرع ولكنها ضرورية لأسباب عدة. فحص الدماغ الكهربائي يساعد على تصنيف الصرع واختيار العلاج واكتشاف البؤرة الصرعية. فحص الرنين المغناطيسي يساعد في العثور على البؤرة والتفكير بالتداخل الجراحي رغم ان العثور على تفسير للصرع لا يحصل فيما لا يزيد على 14% من الحالات بعد النوبة الصرعية الأولى ولكن هذا الرقم يرتفع الى أكثر من ثلثي المرضى المصابين بصرع الفص الصدغي المقاوم للعلاج. اما تخطيط كهربية القلب فلا بد منه للعثور على حالات نادرة من اضطراب قلبية قد تفسر النوبات الصرعية.
تخطيط الدماغ الكهربائي مع الرنين المغناطيسي يساعد الطيبي على تحديد مناطق في دماغ الانسان التي تولد الفعالية الصرعية كما يلي:
هناك أيضا فحوص اشعاعية وظيفية مثل التصوير المقطعي بالإطلاق البوزيتروني Positron Emission Tomography(PET) او التصوير المقطعي المحوسب الإطلاق البوزيتروني الأحادي Single Positron Emission Tomography(SPECT) والرنين المغناطيسي الوظيفي f-MRI. رغم شيوع استعمال مثل هذه الفحوص في بعض المراكز الطبية الخاصة بالصرع ولكن لها قيود متعددة في البحث عن البؤرة الصرعية وتحديد القشرة المخية البليغة التي يجب عدم التعرض لها جراحيا.
لكل مركز خاص بالصرع قائمة من الفحوص الطبية والفحوص الطبية العصبية النفسية التي يتم تدوينها كحد أدنى لكل مريض. هذه القائمة تعتمد على الموارد المالية والبشرية والتقنية للمركز ويستحسن تدقيق أهميتها بين الحين والاخر مثل:
التعداد العام لكريات الدم لا بد منه في جميع الامراض المزمنة مع احتمال استعمال عقاقير قد تؤثر على نخاع العظم وانتاج كريات الدم على المستوى القريب والبعيد.
أحد اعراض ارتفاع تركيز الكالسيوم أحيانا(1) هو نوبات صرعية و كذلك الامر مع المغنيسيوم. هذه الاضطرابات تصاحبها اعراض طبية أخرى ولكن هناك حالة نادرة تفاجئ الطبيب بين الحين والاخر بوصولها الى العيادة الطبية بسبب نوبات صرعية فقط.
تركيز اليوريا في الدم يعطي فكرة عامة عن فعالية الكلى وتعاملها مع العقاقير الطبية المختلفة وكذلك الامر مع الفعالية الوظيفية للكبد.
ينخفض تركيز هورمون الغدة الدرقية الثيروكسين Thyroxine مع علاج الصرع واستعمال الكاربامازابين والفالبرويت ربما بسبب تأثير العقاقير على الحصين الذي ينظم انتاج افراز الهورمونات المختلفة في الجسم. هذا التأثير قد لا تصاحبه اعراض سريرية ولا يصل الى عتبة تشخيص اضطراب قصور الدرقية Hypothyroidism.
علاقة الصرع بأمراض المناعة الذاتية(2) كثير الملاحظة في مرض الذئبة الحمامية المجموعية Systemic Lupus Erythematosus. تشير الدراسات بان ما لا يقل عن 6% من المرضى المصابين بهذا المرض يعانون من نوبات صرعية. هناك امراض نادرة مثل متلازمة الرجل المتيبس وانتاج أضداد كربوكسيل حمض الجلوتاميك.
1 Herishanu Y, Abramsky O, Lavy S (1970). Focal Neurological manifestations in hypercalcemia. Eur Neurol 4: 283 -8.
2 Palace J, Lang B(2000). Epilepsy: an autoimmune disease ?. J Neurol Neurosurg Psychiatry 69: 711-4.