تشكل العقاقير المضادة للصرع العمود الفقري لعلاج الصرع ولا يجوز تقديم علاج اخر غير عقاري او جراحي بدون هذه العقاقير. لا تختلف العقاقير المضادة للصرع عن غيرها من العقاقير في أهمية دراسة الحرائك الدوائية Pharmacokinetics لكل عقار من امتصاصه وانتشاره واستقلابه وتصريفه من الجسم(14). يستعمل المريض العقار المضاد للصرع لأعوام طويلة ولا بد من الإلمام بتفاعل العقار مع غيره من العقاقير. ليس هناك عقار لا يخلوا من اعراض جانبية والبعض منها ينتج من استعمال العقار لفترة طويلة. تستهدف العقاقير المضادة للصرع الجهاز العصبي وقد يكون لها اعراض سلوكية جانبية لا يسهل الكشف عنها. فوق كل ذلك فان توقف استعمال هذه العقاقير وعدم الالتزام بالنصائح الطبية قد يؤدي الى نوبات صرعية قاتلة.
يتم تقسيم عقاقير الصرع(2) الى ما يلي:
علاج النوبات الصرعية البؤرية( الجزئية) يشمل كذلك علاج النوبات الصرعية المتعممة الثانوية الناتجة من انتشار الفعالية الصرعية في الدماغ. عقاقير الخط الأول هما عقار الكاربامازابين Carbamazepine وعقار اللامتروجين Lamotrigine. في حالة عدم إمكانية علاج الصرع بأحد العقارين فالبديل هو عقار الليفيتيراسيتام Levetiracetam او اوكسكاربازيبين Oxcarbazepine او عقار الصوديوم فالبرويت Sodium Valproate.
في حالة فشل العقاقير أعلاه في السيطرة على الصرع يتم استعمال عقار مساعد للعقار الأول وقد يكون هذا العقار أحد العقاقير أعلاه او واحد من هذه العقاقير: كلوبازام Clobazam او التوبايراميت Topiramateاو الكابابينتين Gabapentin.
عقار الخط الأول هو الصوديوم فالبرويت وفي حالة عدم تفضيل استعماله فهناك عقار لامتروجين. يجب الانتباه الى ان استعمال اللامتروجين قد يؤدي أحيانا الى تدهور السيطرة على النوبات العضلية الرمعية Myoclonic Seizures إذا كانت المريض يعاني منها بالإضافة الى النوبات التوترية الرمعية المتعممة.
عقاقير الخط الاول البديلة هي الكاربامازابين او اوكسكاربازيبين ولكن يجب توخي الحذر بان هذه العقاقير تؤدي الى تدهور السيطرة على نوبات الغيبة Absence Seizures والنوبات العضلية الرمعية.
تشمل العقاقير المساعدة العقاقير أعلاه بالإضافة الى كلوبازام او ليفيتيراسيتام او توبايراميت.
عقار الخط الأول هو ايثوسكسمايد Ethosuximide ولكن هذا العقار لا يساعد النوبات التوترية الرمعية المتعممة وفي حالة وجودها يجب استعمال عقار صوديوم فالبرويت الذي لا يقل فعالية في السيطرة على نوبات الغيبة.
العقار الأول البديل هو اللامتروجين.
العقار المساعد في العلاج هو إضافة أحد العقاقير أعلاه الى الاخر.
يجب تجنب العقاقير التالية في علاج هذه النوبات وهي: كارباميزابين، كابابينتين Gabapentin، اوكسكاربازيبين، فينتوين Phenytoin، بريكابلين Pregabalin، تياكابين Tiagabine(1)و فيكاباترين Vigabatrin.
عقار الخط الاول هو الصوديوم فالبرويت والبديل هو ليفيتيراسيتام او توبايراميت ولكن الاعراض الجانبية للأخير اشد من غيره. العقار المساعد هو أحد هذه العقاقير الثلاثة ويضاف الى الاخر.
يجب تجنب استعمال كارباميزابين، كابابينتين، اوكسكاربازيبين، فينيتوين، بريكابلين، تياكابين، او فيكاباترين.
عقار الخط الأول هو الصوديوم فالبرويت والبديل هو اللامتروجين و المساعد هو إضافة أحدهما للأخر. يجب تجنب استعمال كارباميزابين، كابابينتين، اوكسكاربازيبين، بريكابلين، تياكابين، او فيكاباترين.
نصف عمر(ساعة) | الاستقلاب | المختصر اللاتيني | الاسم العربي | الاسم اللاتيني |
26-5 | الكبد | CZB | كاربامازابين | Carbamazepine |
77-10 | الكبد | CLB | كلوبازام | Clobazam |
80-10 | الكبد | CLN | كلونازيبام | Clonazepam |
20-13 | الكبد | ECB | ايلسيكاربازابين | Elsicarbazepine |
60-30 | الكبد | ETH | ايثوسكيمايد | Ethosuximide |
7-5 | غير كبدي | GBP | كابابينتين | Gabapentin |
13 | الكبد | LSM | لاكسموياد | Lacosamide |
60-12 | الكبد | LMT | لامتروجين | Lamotrigine |
8-6 | غير كبدي | LVT | ليفيتيراسيتام | Levetiracetam |
10-8 | الكبد | OCZ | اوكسكاربازابين | Oxcarbazepine |
120-75 | الكبد | PB | فينوباربيتال | Phenobarbital |
42-7 | الكبد | DPH | فينيتوين | Phenytoin |
6 | غير كبدي | PRG | بريكابلين | Pregabalin |
18-5 | الكبد | PRM | بريميدون | Primidone |
10-6 | الكبد | RTB | قيتيكابين | Retigabine |
9-5 | الكبد | TGB | تياكابين | Tiagabine |
25-19 | الكبد | TPR | توبايراميت | Topiramate |
17-12 | الكبد | VAL | فالبرويت | Valproate |
7-4 | غير كبدي | VGB | فيكاباترن | Vigabtrin |
70-50 | الكبد | ZNM | زينوسمايد | Zonisamide |
يوضح الجدول اعلاه العقاقير الشائعة الاستعمال المتوفرة لعلاج الصرع هذه الايام. لكن غالبية الأطباء العاملين في مجال الطب العام و الامراض العصبية و الصرع لا يزال يقسم العقاقير المضادة للصرع الى عقاقير تقليدية او عقاقير الجيل الأول و عقاقير حديثة. كان تشريح الوصفات الطبية لعلاج الصرع حتى منتصف التسعينيات يكشف عن العقاقير التالية من الجيل الأول و هي :
1 فينيتوين DPH.
2 فينوباربيتال PB.
3 كاربامازابين CZB.
4 فالبرويت VPA.
5 ايثوسكسمايد ETH.
تضائل استعمال عقار DPH بسبب اعراضه الجانبية التجميلية وبدأت الدراسات المختلفة تحبذ على عدم استعماله رغم انه من أكثر العقاقير الفعالة في علاج المرض. اما عقار PB فهو عقار قديم زهيد الثمن وكثير الاستعمال عالميا باستثناء المملكة المتحدة والولايات المتحدة الامريكية بسبب سمعته كعقار قاتل عند وصفه للأرق. عقار بريميدون PRM يتم استقلابه في الكبد مباشرة بعد امتصاصه الى PB ولكن تسويقه تضائل في بداية الالفية الثالثة.
لم يتغير موقع عقار CZB في علاج النوبات الصرعية الجزئية والمتعممة الثانوية حتى يومنا هذا، كذلك الامر مع VPA في علاج النوبات المتعممة بأنواعها والجزئية كذلك. اما عقار ETHفقد تضائل استعماله مع تسويق عقار VPA ويقتصر على علاج نوبات الغيبة في الأطفال فقط واحدد أسباب عدم شهرته هو عدم فعاليته في علاج النوبات التوترية الرمعية.
كانت هناك عقاقير مساعدة يلجأ اليها الطبيب والى اليوم في علاج الصرع الذي لم يتم السيطرة عليه بأحد العقاقير أعلاه وهي من مشتقات مجموعة عقاقير بينزودايازبين Benzodiazepine. الحقيقة هي ان جميع مجموعة هذه العقاقير فعالة في علاج الصرع. دايازيبام Diazepam هو العقار الأول في علاج الصرع المستمر Status Epilepticus ولكن من جميع هذه المجموعة هناك عقار كلونازيبام CLZ وعقار كلوبازام CLBيتم تسويقها كعقاقير مضادة للصرع.
العقاقير التقليدية أعلاه لم تخضع يوما الى نفس الدراسات الميدانية السريرية (18)التي لا بد منها في تسويق أي عقار جديد وربما لو حدث ذلك لاكتشفنا بان فعالية هذه العقاقير في الدراسات العلمية السريرية لا تختلف كثيرا عن بعض العقاقير الجديدة(17). هناك أيضا عوامل أخرى وهو ان تجربة العقاقير الجديدة المضادة للصرع لا بد من ان يتم مع إضافة العقار الجديد الى عقار اخر وفي مرضى مصابين بصرع مقاوم للعلاج الى حد ما وعدد نوباته الشهرية لا يقل عن أربعة نوبات. تتميز شريحة المرضى دوما بما يلي:
هذه الشروط تعني بان احتمال استجابة المريض لعقار إضافي يتم اضافته الى عقار او أكثر ضعيفة وربما هذا العامل يفسر لنا عدم حصول تطور كبير في علاج الصرع بالعقاقير. الفترة الزمنية من اكتشاف العقار وبداية التجارب المختبرية على الحيوان حتى وصول العقار الى السوق لا تقل عن 12 عاما وتكلفة التجارب تقدر بملايين الدولارات ويتبع بعد ذلك فترة زمنية لا يسمح بها باستعمال العقار الا كعقار يضاف الى عقاقير أخرى. يضاف الى ذلك بان سعر العقار يكون عاليا بعد تسويقه واحتكاره من الشركة المكتشفة لا يسمح للطبيب بوصفه بسرعة والأطباء عموما لا يميلون الى المجازفة وسلامة المريض هو هدفهم الأول. هناك أيضا عامل الثقة بشركات الادوية من قبل الكادر الطبي الذي ينظر إليهم بعين الريبة وهذا لا يخلوا من الغلو في الكثير من الحالات.
تغير تشريح الوصفات الطبية للعقاقير المضادة للصرع تدريجيا ورغم وجود أكثر من 25 عقارا فان عقار CZB وعقار VPA لا تزال تحتل موقع الصدارة. أصبح عقار LTG واسع الاستعمال منذ نهاية التسعينيات(11) مقارنة بعقار GBP الذي تم تسويقه في ذلك الوقت. العقار الاخير لم يثبت وجوده مثل عقار LTG في الممارسة السريرية وشاع استعماله في علاج الألم العصبي المنشأ. اما عقار PGB فهو الاخر انتقل الى علاج نوبات الهلع. كان عقار VGB من أكثر العقاقير فعالية (3) ولكن اكتشاف تأثيره الضار على العصب البصري في الانسان وبقية الخلايا العصبية في تجارب الحيوان حد من استعماله في الممارسة السريرية.
تم عمل تجارب على استعمال عقار زينوسمايد ZMN في نفس الوقت الذي تم عمل تجارب عقار LTG ولكن تسويقه تأخر لفترة طويلة لأسباب تجارية بحتة.
تأثر تشريح وصفات العقاقير المضادة للصرع بتسويق عقار ليفيتيراسيتام LVT واثبت فعاليته وأهميته بالممارسة السريرية(4). هناك أيضا أستعمال عقار ستيريبينتول Stiripentol في النوبات العضلية الرمعية في الأطفال(5) وعقار الريتيكابين Retigabine لعلاج النوبات الجزئية المقاومة للعلاج(7). على ضوء ذلك يمكن القول بان تشريح الوصفات الطبية للعقاقير المضادة للصرع انتقل الى مرحلة جديدة وعلى الشكل التالي:
التأثيرات الجانبية للعقاقير المضادة للصرع قد تكون ناتجة من ارتفاع جرعة العقار (او ارتفاع تركيزه في الدم) وتأثيره على وظائف الجهاز العصبي المركزي. هناك اعراض خاصة بعقار معين لا علاقة لها بتركيز العقار في الدم وتختلف من عقار الى اخر على عكس التأثيرات الجانبية الأولى. العقاقير المضادة للصرع قد تؤدي الى تدهور السيطرة على النوبات الصرعية اذا تم استعمالها بصورة عشوائية دون الانتباه الى الفعالية الخاصة بها(6).
رغم ان العديد من الأطباء هذه الأيام لا يفكر بهذا العقار ولكنه لا يزال العقار المضاد للصرع الأكثر وصفا في العالم. تم تسويقه منذ عام 1912 وليس هناك عقارا زهيد الثمن مثله والحقيقة ان فعاليته لا تقل عن بقية العقاقير المضادة للصرع. رغم ان العقار يؤدي الى التهدئة ولكن هذا التأثير الجانبي قلما يسبب مشكلة في علاج الصرع بل على العكس أحد التأثيرات الجانبية التي لا تساعد استعماله في الاطفال هو التهيج وسلوك فرط الحركة.
يحفز العقار انزيمات الكبد ويتفاعل مع عقاقير عدة ومن تأثيراته الجانبية الاكتئاب وتدهور الوظائف المعرفية والذاكرة.
تدهورت شعبية هذا العقار الفعال في علاج الصرع في السنوات الأخيرة رغم انه من أكثر العقاقير فعالية ودخل الاستعمال السريري منذ عام 1938. لا يزال عقاراً كلاسيكيا في دراسة الطب وعلم العقاقير بسبب تأثيره التحفيزي على انزيمات الكبد وخضوعه لما يسمى بالحركية الغير خطية Non Linear Kinetics من قبل الكبد نفسه. يتم استقلاب العقار من قبل الكبد نفسه والقاعدة العامة هو ان زيادة الجرعة يؤدي الى ارتفاع تركيز العقار بنفس النسبة. لكن عقار DPH يشذ عن هذه القاعدة واحياناً يزداد تركيز العقار بصورة هائلة مع زيادة بسيطة في الجرعة. الجرعة العلاجية في الغالبية العظمى من المرضى تعادل 300 مغم يوميا وتنتج تركيز بلازما ما بين 40-80 مايكرو مول/ ليتر او 10-20 مغم/ ليتر. زيادة الجرعة احياناً للحصول على تركيز علاجي قد يؤدي الى ارتفاعٍ هائل في التركيز وبالتالي الى ظهور اعراض تسمم حادة كما هو مفصل ادناه تحت عقار CZB. على ضوء ذلك لا يجوز استعمال العقار بدون توفر خدمات مختبرية لقياس تركيزه في الدم.
رغم انخفاض استعماله في اوربا وأمريكا الشمالية ولكن لا يزال واسع الانتشار عالمياً. لا يزال عقارا يلتجأ اليه الطبيب احيانا في علاج صرع جزئي او متعمم لا يستجيب لعقارٍ اخر. تأثيراته التجميلية على الوجه وتضخم اللثة وكثافة نمو الشعر في الجسم على المدى البعيد لا يقبل بها الكثير من المرضى.
واحد من أكثر العقاقير المضادة للصرع استعمالاً في علاج النوبات الجزئية والمتعممة الثانوية الناتجة عن انشار الفعالية الصرعية الجزئية. فعالية العقار الأساسية هو تثبيطه للفولتية العالية الناتجة من حركة الصوديوم عبر غشاء الخلية العصبية. امتصاصه عبر الأمعاء ليس بالمثالي ويختلف من انسان الى اخر ولذلك لا بد من الاستعانة بقياس تركيز العقار في الدم للوصول الى الجرعة العلاجية الخاصة بكل مريض.
يتم استقلاب العقار عن طريق انزيمات الكبد المعروفة بجهاز P450 ولكنه أيضا يؤدي الى تحفيز انزيمات الكبد المسؤولة عن استقلاب عقاقير أخرى وهذا يؤدي دوما الى تفاعلات عدة مع مختلف العقاقير. استعماله مع عقاقير أخرى محفزة لأنزيمات الكبد مثل DPH وPB يؤدي الى تذبذب تركيزه في الدم وتركيز العقاقير الأخرى. اما VAL فهو مثبط لأنزيمات الكبد ويؤدي الى ارتفاع المستقلب الفعال الناتج من استقلاب CZB والمعروف كاربامازابين 10 -11 ايبوكسيد.
التأثيرات الجانبية الناتجة من استعمال العقار تتضمن الاعراض التالية الكثيرة الملاحظة في استعمال العقاقير المضادة للصرع ومنها:
هذه الاعراض قد تكون ناتجة من ارتفاع مستوى العقار في البلازما احيانا ولا بد من فحص كل مريض يشكوا منها والبحث عن الرنح مع اغلاق العينين والرنح العيني والرأرأة الوحشية Lateral Nystagmus.
يصاحب الأعراض أعلاه أحياناً فقدان الشهية، الارق، اضطرابات معدية معوية وعنة. الصداع هو الاخر من الاعراض الجانبية الكثيرة الملاحظة وخاصة عند إضافة عقار اللامتروجين له. رغم ان العقار كثير الاستعمال في الاضطرابات النفسية ولكن اثاره الجانبية قد تزيد من توتر المريض مع الشعور بالاكتئاب وخاصة عند استعماله لفترة طويلة.
ما يقارب 5% من المرضى يصابون بطفح جلدي مع بداية العلاج ويجب تحذير كل مريض عن احتمال اصابته بمثل هذا العرض الجانبي وتوقيف العلاج مباشرة. لا يجوز استعمال العقار ثانية في أي مريض يصاب بهذا الطفح الذي قد يكون امره شديدا في بعض الاحيان ويتحول الى طفح متعمم يشكل خطورة على حياة المريض. هذا الظاهرة هي أحد الأسباب وراء زيادة الجرعة تدريجيا عند استعماله. الطفح الجلدي مع استعمال العقار أكثر ملاحظة في الشعوب الاسيوية وخاصة الذين يحملون مؤشراً جينياً هو HLA-B 1502.
واحد من الاعراض الجانبية للعقار هو قلة كريات الدم البيض مع استعماله. هذا الانخفاض قد يتطلب احيانا وقف العقار وان كان في معظم المرضى لا يصل الى مستوى يؤثر سلبيا على المريض. هناك أيضا نقص صوديوم الدم الذي هو أيضا كثير الملاحظة وأحيانا قد يؤدي الى اعراض سريرية تتطلب وقف العقار.
عقار CZB متوفر كأقراص يتم تناولها مرتين في اليوم على الاقل او مستحضرات بطيئة الاطلاق Slow Release Preparations والتي يستعملها البعض مرة واحدة ومن الأفضل مرتين في اليوم ولكن ليس أكثر من ذلك. القاعدة العامة هي ان جرعة المستحضر البطيء الاطلاق أكثر من جرعة العقار الاعتيادي بمقدار 30%. يبدأ العلاج بجرعة 100-200 مغم يوميا ويتم رفع الجرعة كل 2- 3 أسابيع. يستحسن قياس مستوى العقار في البلازما عن جرعة 400 مغم يوميا من اجل الحصول على مستوى علاجي وتتراوح الجرعة العلاجية اليومية ما بين 400 – 1600 مغم.
هذا العقار مشتق من العقار الأصل CZB. تم تسويقه أولا في الدنمارك عام 1990 ووصل بعد ذلك الى بقية اقطار العالم. لا يختلف مفعوله واعراض الجانبية من CZB ولكنها اقل شدةٍ ويعود السبب في ذلك بانه استقلابه لا ينتج كاربامازابين 10 -11 ايبوكسيد الذي يعتبر مصدر العديد من الاعراض الجانبية لعقار CZB. المستحضرات المتوفرة تختلف عن العقار الأصل وهي 150، 300، و600 مغم. 25 -30% من المرضى الذين لهم تاريخ طفح جلدي من استعمال عقار CZB قد يصابون بنفس الطفح مع هذا العقار. كذلك نسبة ظهور طفح جلدي مع هذا العقار لوحده تتراوح ما بين 5 الى 10 %(8).
نزل هذا العقار المشتق من عقار CZB عام 2009 ويختلف عنه بان أسرع امتصاصا عبر الأمعاء وارتباطه ببروتينات البلازما اقل بكثير ولا يزيد عن 30%. لا يجوز استعماله مع العقار الام ومن الصعب تبرير استعماله بدلا من العقار الام الذي يعتبر المقياس الذهبي للعقاقير المضادة للصرع.
VPA هو العقار الأكثر استعمالاً في جميع انحاء العالم في علاج الصرع المتعمم و فعاليته تشمل الصرع الجزئي ولا يوجد دليل مقنع من الدراسات الميدانية بان عقار CZB الاكثر استعمالا في الصرع الجزئي أكثر فعالية منه. نزل السوق الأوربي في بداية الستينيات ولم يتم تسويقه في أمريكا حتى نهاية السبعينيات. يتم تسويقه كملح او حامض ولا تختلف فعالية أي مستحضر عن الاخر.
ولكن مشكلة هذا العقار تكمن في اعراض الجانبية. زيادة الوزن هي المشكلة الرئيسية التي تواجه غالبية المرضى. هناك أيضا من يشكو من سقوط الشعر بكثرة ولكن الشعر يعود لينمو بكثافة بعد ذلك. يرتبط العقار بمتلازمة المبيض المتعدد الكيساتPolycystic Ovarian Syndrome والتي قد تؤثر على خصوبة المرأة. رغم ان متلازمة المبيض المتعدد الكيسات لا تمنع علاج الكثير من الاناث المصابات بالصرع ولكن العقار قد يسبب عيب الانبوب العصبي Neural Tube Defect في الجنين.
عقار VPA يتميز بتثبيطه لأنزيمات الكبد التي تستقلب العقاقير الأخرى ولذلك فان ارتفاع مستوى العقاقير الأخرى ومنها العقاقير المضادة للصرع كثير الملاحظة ويجب توخي الحذر من اعراض جانبية خطيرة بسبب ذلك.
هناك خطورة عجز الكبد التي رغم ندرتها لا شك فيها عند استعماله في الاطفال دون عمر السنتين ولذلك من الأفضل عدم استعماله مع وجود عقاقير أخرى يمكن استعمالها. لا يجوز استعمال العقار مع وجود مرض في الكبد والبنكرياس.
هناك اعراض جانبية متعددة يتم تسطيرها مع استعمال VPA ولكن الاكثر شيوعا هو نقص أقراص الدم Platelets . هذا النقص قلما يصل الى مستوى خطير ولكنه جدير بالملاحظة في الممارسة السريرية.
العلاقة بين جرعة العقار والفعالية السريرية والتأثيرات الجانبية اقل قوةً مقارنةً بعقار CZB. يتوفر العقار بمستحضرات مختلفة وواحد منها هي أقراص بطيئة الاطلاق. يبدأ العلاج بجرعة 200 الى 500 مغم يوميا ويتم رفع الجرعة تدريجيا كل 2 الى 3 أسابيع. الجرعة العلاجية تتراوح ما بين 600 -2000 مغم يوميا. اما في الاطفال فالجرعة العلاجية تتراوح ما بين 20 – 40 مغم / كغم. رغم وجود أقراص بطيئة الاطلاق ولكن القاعدة العامة هي تناوله مرتين في اليوم.
بدأت التجارب الأولية للعقار على البشر في نهاية السبعينيات ودراسته في المرضى المصابين للصرع في بداية الثمانينيات. صاحب استعمال العقار انخفاض عدد المسامير في تخطيط الدماغ الكهربائي(10) وبدأ بعدها التخطيط لعمل دراسة موسعة لتوضيح دوره في علاج الصرع المقاوم للعلاج.
كانت العلماء في شركة ويلكوم Wellcome يبحثون عن مادة كيمائية مضادة لحمض الفوليك Folic Acid لان العقاقير القديمة تتميز بهذه الصفة وبعد تجربة عدة مواد كيمائية جديدة وقع الاختيار على عقار LTG ولكنه لم يكن مضاداً لحمض الفوليك. تم عمل دراسات عدة في نفس الوقت لقياس فعاليته في المرضى المصابين بالصرع المقاوم للعلاج في النصف الثاني من الثمانينيات واثبت العقار فعاليته في تحسن السيطرة على النوبات الصرعية المقاومة للعلاج.
تم تسويق العقار كعقار مساعد يتم اضافته الى عقار اخر لعلاج النوبات الصرعية الجزئية(9) و لكن سرعان ما تجاوز العديد من الأطباء استعماله لعلاج النوبات المتعممة و اثبت فعاليته. صاحب دخول العقار في الممارسة المهنية دراسات تتعلق بقياس جودة الحياة في المرضى المصابين بالصرع و كان من اول العقاقير التي تمت دراستها في هذا المجال. ازدادت شهرة العقار مع ملاحظة سلامة استعماله نسبيا في الحوامل(16) ويمكن القول بان هذه الميزة ساعدت في تغيير حياة النساء المصابات بالصرع.
يتم استعمال أقراص لامتروجين مرة واحدة في الصباح و احيانا صباحا و مساءً مع مراعاة عدم استعمال الجرعة الثانية اقل من 3 او أربعة ساعات قبل النوم. استعمال العقار مع كاربامازابين قد يؤدي الى صداع شديد احيانا في العديد من المرضى رغم ان هذا الخليط كثير الاستعمال في علاج الصرع الجزئي المقاوم للعلاج.
أحد التأثيرات الجانبية المميزة للعقار هو الطفح الجلدي. كان هذا التأثير الجانبي أكثر شيوعاً في بداية تسويق العقار ولكنه انخفض بصورة ملحوظة مع التوصية برفع جرعة العقار تدريجياً. الجرعة الأولية للعقار هي 25 مغم يوميا لمدة أسبوعين و رفع الجرعة تدريجيا كل أسبوعين. الطفح الجلدي الذي يظهر مع استعمال لامتروجين لا علاقة له بعقار كارباميزابين وان كان لا يقل خطورة وانتشارا ومن الممكن تفادي هذا التأثير الجانبي في العقارين مع استعمال جرعة أولية واطئة يتم رفعها تدريجيا كل أسبوعين.
إضافة لامتروجين الى فالبرويت كثير الاستعمال في السيطرة على نوبات صرعية متعممة مقاومة للعلاج ولكن هذا الخليط له مشاكله(12). الفالبرويت يثبط من فعالية انزيمات الكبد التي تساهم في استقلاب لامتروجين وبالتالي يؤدي ذلك الى ارتفاع تركيز العقار في الدم وظهور تأثيرات جانبية. الجرعة الأولية يجب ان لا تزيد عن 25 مغم يوما بعد اخر لمدة أسبوعين ويتم رفع الجرعة تدريجيا كل أسبوعين ومن المستحسن ان لا تتجاوز الجرعة الكلية اليومية للعقار 200 مغم.
تم تسويق العقار عام 1994 كعقار إضافي او مساعد لعلاج الصرعات الجزئية لمقاومة للعلاج. فقدان الشهية والوزن واحد من أكثر ميزات هذا العقار وربما يفسر شهرته مع الكثير من المرضى والأطباء على حد سواء. استعمال العقار أحيانا لفقدان الوزن في المرضى الذين يستعملون عقاقير تزيد الوزن خطوة علاجية طبية غير مقبولة. الاعراض الجانبية للعقار تشمل ضعف الذاكرة والام في الأطراف عصبية المنشأ يضاف الى ذلك ارتباك معرفي وعدم توازن وجداني(13).
تفوق استعمال عقار CLO على عقار CLN في الممارسة السريرية كعقار إضافي لعلاج الصرع يتم اضافته الى عقار اخر لفترة زمنية محدودة(15). يتم استعمال العقار احيانا لفترة زمنية محدودة للوقاية من نوبات الصرع المصاحبة للدورة الشهرية للمرأة او من قبل بعض المرضى الذين يتوقع اصابتهم بنوبة صرع في يوم محدد بسبب ضغط نفسي او أيام سفر. يعاني العقار حاله حال جميع العقاقير من مجموعة البنزوديازيبن Benzodiazepines بظهور حالة تحمل الجسم له Tolerance بعد استعمال متواصل لمدة 3 الى 6 أشهر.